على مدار الايام الماضية عاش العالم العربي بل العالم بأسره حالة من الترقب والدعاء للطفل المغربي "ريان" الذي وقع في البئر واستمر لمدة خمسة ايام في بئر مظلم ..في خلال هذه الايام الطويلة والثقيلة بلحظات الترقب والمتابعة من الأطفال والكبار لحالة الطفل كانت الأنفاس محبوسة في انتظار خبر خروجه سليم .. كانت الجهود المغربية كبيرة وشاقة ولكن للاسف بطريقة تقليدية وبطئ قاتل وتعامل إعلامي ضعيف للغاية او سئ من التصريحات الرسمية فكانت العشوائيةفي التصريحات والذاتية في التحليلات لتخيب امال الباحثين عن الحقيقة بشكل يدعو للاسف ..!

وبعد هذه المتابعة والكذب في الكثير من الاخبار دون تصريحات رسمية توضح الحقيقة ولا تصريحات حقيقية توضح خطورة تأخير عمليات الإنقاذ والحفر البدائي كانت بمثابة حقنة بنج للعالم والمتابعين لعدم التحرك او عرض المساعدات والخطط لانقاذه ..فقط تداول عناوين صحف كالمغرب يحرك جبل من اجل إنقاذ ريان ..ولكن بطريقة تفتقر الى اُسلوب علمي او استحداث طرق ابداعية بديلة تجعل من عملية انقاذه تتسم بالسرعة والابداع ليخرج علينا جثة هامدة ليخيم الحزن والالم في نفوس كل من تابع عملية الحفر والإنقاذ في الايام الماضية ...؟!

في الحقيقية غير مصدوم مما حدث من معالجة لانني كنت اثناء عملية البحث بصدد اجراء بحث علمي عن البحث العلمي ومعوقاته في الوطن العربي وكانت النتائج بالنسبة لي صادمة ومزعجة لموقعنا السيئ في تصنيف الأبحاث العلمية وعدد الباحثين وطريقة التطبيق وحجم الإنفاق وكان من اهم معوقات البحث العلمي هو سرية المعلومات وعدم سهولة الحصول على المعلومات من المؤسسات لان ذلك يعد سر من اسرار امن الدولة للاسف هذا التعامل مع البحث العلمي وحجب المعلومات يؤدي الى انهيار منظومة البحث العلمي والتطوير والبناء والتنمية وفشل البحث العلمي في وظائفة لانه في الغالب يكون مبني على معلومات مغلوطة وغير صحيحة ..؟ وذلك اشبه بالإعلام المضلل الذي يضلل الرأي العام ويخدع من يقوم بعمله ليحسب انه يحسّن صنعاً ...

نحن لا نحترم البحث العلمي ولا العالم ولا من يقوم بالبحوث ولا نعطي اولوية لا في سياستنا ولا اهدافنا التعليمية تركز على ذلك وبالتالي المحصلة عدم القدرة على مواجهة وحل مشكلاتنا بطرق علمية وصحيحة وسريعة ..؟!

من البحوث العلمية التي تتبع في المنهج العلمي بحث يسمى "ببحث العمل" اي التصرف السريع في المواقف وخلق طرق ابداعية وحلول سريعة مبنية على التصرف السريع والطرق العلمية وتبادل ونقل الخبرات وللاسف هذا ما افتقد في التعامل مع موقف ريان وأوضح القصور وادى الى النتائج الكارثية التي أحزنت العالم اجمع على طفل ابكى عيوننا لما عاشه ومصيره المحزن .وهنا وجب شكر كل العمال والبسطاء الذين شاركوا في عملية الحفر البدائية ولَم يدخروا جهداً ووجب اللوم وتوجيه العتاب على التقصير والتوجه بالدعاء بالصبر والسلوان لوالدي الطفل ويجب قراءة الرسالة التي تركها لنا الطفل بدقة شديد ومفادها أن نعيد الحسابات جيداً لان كل واحد منا قد يكون في موقف ريان ولا يجد من ينقذه فعليكم بالعلم والاخلاص وتعليم الابناء تعليم جيد مفيد لا يهدف الى الحصول على الشهادة فقط بل التعليم من اجل التعليم وتشكيل الوعي وتربية رجال صالحون في الفكر والمنهج والعقيدة رجال لديهم ضمير علمي ومهني لا يعتمد على الخداع والإعلام الكاذب وتقديم أشخاص فاسدون على انهم صالحون وتقديم وإسناد العمل الى مسؤول متحمل للمسؤولية وقادر على حل المشكلات ..اذا فعلنا ذلك سنكون جميعاً بخير .

عبدالرحيم ثابت المازني

كاتب صحفي وباحث اعلام تربوي