مصر تحتفل بافتتاح المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية: انطلاقة جديدة نحو المستقبل


في خطوة تاريخية تعكس طموح القارة السمراء وتجسد دور مصر الريادي، شهدت مدينة الفضاء المصرية صباح اليوم، الأحد 20 أبريل 2025، افتتاح المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية.
الحدث جاء بالتزامن مع انطلاق مؤتمر "نيو سبيس إفريقيا 2025"، الذي يعد من أبرز الفعاليات المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء على مستوى القارة.
الوكالة، التي ولدت فكرتها قبل قرابة عقد، تهدف إلى تعزيز قدرات الدول الإفريقية في مجال علوم الفضاء، وتوظيف تكنولوجيا الأقمار الصناعية في مجالات حيوية مثل الزراعة، الصحة، التعليم، وإدارة الموارد والكوارث.
اختيار مصر لاحتضان المقر لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة منافسة قوية مع دول كبرى على الساحة الإفريقية مثل نيجيريا، إثيوبيا، وغانا.
ما رجح كفة القاهرة كان امتلاكها لبنية تحتية متقدمة، ومؤسسات قائمة بالفعل كوكالة الفضاء المصرية، بالإضافة إلى دعم سياسي واضح من الدولة، ورؤية استراتيجية لتعزيز دور مصر العلمي والتقني في إفريقيا.
الاتحاد الإفريقي أقر هذا الاختيار رسميًا عام 2019، وتم توقيع اتفاقية استضافة المقر بالقاهرة في يناير 2023، ثم صادق عليها البرلمان المصري لاحقًا في يونيو من العام نفسه، لتصبح مصر المقر الدائم الرسمي للوكالة.
الوكالة لا تهدف فقط إلى بناء أقمار صناعية، بل تسعى إلى تمكين القارة علميًا وتقنيًا، من خلال تدريب الكفاءات الإفريقية، وبناء شراكات مع الجامعات ومراكز البحث، وربط القارة بمنظومة فضاء عالمية متقدمة.
وتعد منصة للتعاون مع أوروبا والعالم في مشروعات فضائية طموحة، كما تعمل على ضمان وصول عادل للدول الإفريقية إلى البيانات الفضائية الضرورية لمواجهة تحديات المناخ والنمو السكاني.
تتولى الوكالة إدارتها من خلال "مجلس الفضاء الإفريقي" الذي تم تشكيله ليمثل مختلف أقاليم القارة، بمراعاة التوازن الجندري والجغرافي. المجلس يتكون من 10 أعضاء، ويترأسه الدكتور تيديان واتارا من كوت ديفوار، وتعاونه الدكتورة راكيا باباماجي من نيجيريا.
افتتاح المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية في مصر هو أكثر من مجرد مبنى جديد؛ إنه إعلان عن بداية جديدة لقارة تسعى للنهوض اعتمادًا على العلم والتكنولوجيا.
بمقرها الجديد، تنطلق الوكالة في مهمة كبيرة لتغيير واقع إفريقيا، وتحقيق حلم الاستقلال الفضائي، ضمن رؤية الاتحاد الإفريقي 2063 لقارة متقدمة ومزدهرة.